مشروع مياه زايد

 

عبدالسلام القيسي يعني لا يعنيكم ما سيحل بوادي الضباب من كارثة الأرض والإنسان، والمسؤولية المنعدمة من السلطات المحلية في تعز، تتصحر الأرض وتجف المياه وتهلك، دون الشعور بأي مسؤولية تجاه ذلك.

ظننت أنك ذو نظرة بعيدة المدى، لكن لم تصل للنظرة السطحية بل أغمضت عينيك وأكتفيت، وياللأسف عليك يا قيسي يا أبن هذه المدينة، تعز بالكامل تعاني من شح المياه بمدينتها وأريافها ومهددة بالتصحر، وهذا ليس كلام من محض الخيال، وإنما هي دراسات لعشرات السنين، وكما قال وزير المياه الأسبق عبدالسلام رزاز، في 2013م تعز منكوبة مائيًا وأنها أول المدن في العالم تعاني من شحة المياه، ووفقًا للعديد من الدراسات ومنها دراسة د. جمال الرامسي ود. محمد الشجاع والتي أستمرت من من عام 98-2010 ويتضح من خلالها أن كمية الساقط المطري المتجدد سنويًا يقدر بـ 15 مليون (م³/السنة) بينما يستهلاك السكان 43مليون (م³/السنة). أي أن كمية الأمطار المتجددة لا تفي بتغذية المياه الجوفية والسطحية وإن وجدت الحواجز المائية والسدود والمدرجات المائية في ظل هذا الكم الهائل من إحتياج السكان للمياه، وهناك العديد والعديد من الدراسات التي توضح شح المياه الجوفية في تعز بمدينتها وأريافها ومهددة للأرض والإنسان والحيوان والنبات في تفاقم الأوضاع المائية للمحافظة.

محافظة تعز وبطبيعتها الطوبغرافية المعقدة والجيولوجية المختلفة التنوع مهددة بالموت المحتم، وتوصلت العديد من الأبحاث والدراسات كلها إلى أن الحل الرئيسي لتعز مشروع تحلية مياه البحر فلا داعي لنهلك الأرض وندمرها، الله أخلفنا عليها لنعمرها لا لندمرها ونخربها وننهيها، ونكون متسارعين لإنهاء البشرية وتدميرها، أين الإنسانية إن لم تكُن إنسانية فعلية تراعي الإنسان والأرض والأشجار والحيوان، أين الإنسانية إن لم نضع الحلول الجذرية للمشكلة، وليست الحلول الهوجائية التي تقتل الأرض والإنسان هل من العدل التضحية بمنطقة تلو الأخرى لأجل منطقة رغم توفر البدائل لأحياء المدينة وأريافها، العالم مهدد بالإنقراض إن لم نعالج الأسبب الرئيسية لذلك وليست الضباب أو تعز بأريافها وحضرها يا قيسي، الامثلة متعددة أمامنا وما آلت إليه الحيم والحوبان وحوجلة من تصحر، رغم أن الحيمة كانت جنةٌ خضراء وينابيعها عديدة، وأفضل من وادي الضباب بالكثير أين أصبحت اليوم!.

إستحقارك وإستخفافك وإستهانتك بالأسباب المضحكة حد قولك وكما نعتها مستسخرًا بالحجج الواهية والغير منطقية، تعز مدينتنا جميعًا مدينة تعز وأريافها جسد واحد لا يمكنك تجزائتها وسكان المدينة هم من الأراياف أساسًا، حياتهم واحدة ومتكاملة ببعضها البعض لن يرضى أحدهم بالآخر، وادي الضباب محتضن لكل صهاريج المياه في المدينة ولم يعترض أبناء الضباب عليها ولم يمنعوها يا عزيزي لا داعي للبلبلة وإثارة الفتن، لإن سكان المدينة لن يرضيهم تصحر وادي الضباب رئتهم ومتنفسهم وسلتهم الغذائية بالتصحر والجفاف نتيجة لعدم مسؤولية السلطة المحلية ومؤوسسة المياه وكفأتهم المنعدمة، يا عزيزي وادي الضباب وحاليًا يعاني من شحة المياة وتجف معظم آبار المياه سنويًا لإن المياه موسمية وليست مستمرة طوال السنة، لولا الحرب التي أوقفت مشروع المياه الذي في أسفل الوادي لكان في الحسبان أن هناك وادي يسمى الضباب، فقد بدء تشقق الأرض وجفاف المياه الحاد في المنطقة.

ستقول أن المشروع إنقاذي ومؤقت، فكذلك كانت الحيمة وحوجلة وحذران ومشروع مياه الضباب السابق إنقاذ ورأينا نتائجهم بأم أعيننا، فرضنا فرضيًا إن تم إنتاج 7 ملايين لتر من المياه يوميًا فالحاصل في الشهر 210 مليون لتر شهريًا الناتج في السنة 2مليار و520مليون لتر من الماء سنويًا، كم ستكون كمية التعويض التغذية للمياه الجوفية والسطحية إن كان معدل السحب أعلى من معدل التغذية ولو بنسبة 10% فما هي إلا بضع سنين حتى الإنتهاء، رغم أن الدراسات المثبتة أن تثبت صحة ما أقول وأكثر، فعند تشغيل مشروعين للمياه في الوادي أحدهما أسفل والثاني أعلى ونقرأ على وادي الضباب الفاتحة.

الشيخ صادق الضباب ليس عائقًا إن لم يكن هناك أضرار مترتبة للمشروع، فمن الطبيعي أن يكون هو والمدينة والمناطق المجاورة والمحافظة واليمن والعالم بجانب حقوق المواطنين، فمن هذهِ الأرض يجنون مأكلهم ومشربهم وثروتهم الحيوانية.

السلطة المحلية تسعى إلى تحقيق جغرافيا الموت،

#احمد_الضباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Call Now Button