اللاجئين والمهاجرين اليمنيين في دول أوروبا

 

المقدمة

 

 يعد اللجوء ظاهرة جديدة بالنسبة لليمنيين، ظهرت من بعد انقلاب جماعة الحوثيين في 21 سبتمبر 2014 والذي تسبب في اندلاع الحرب منذ بداية عام2015. واستمرار الصراع أدى الى تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وتزايد موجات الهجرة القسرية والنزوح القسري، واضطرار السكان للهروب من الاضطهاد والصراع المسلح والانتهاكات الممارسة ضد حقوق الإنسان.

    • أجبر العديد من اليمنيين للهروب والبحث عن مكان آمن تتوفر فيه مقومات الحياة الضرورية بعدما ذاقوا مرارة الحرب ودواعيها داخل وطنهم اليمن، متوزعين على دول مختلفة، ومنها دول أوروبا التي راودت الكثير من اليمنيين امال الهجرة الى أوروبا، وخصوصاً الشباب ولكنهم لا يعرفون كيف يمكن الوصول إلى هناك، كما أن الحصول على تأشيرة لدخول أوروبا أمر صعب المنال، ويبدو مستحيلا. إلا أنه أقدم الكثير من الشباب اليمنيين في الفترة الأخيرة على الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث فقد الكثير منهم حياتهم أثناء محاولتهم اللجوء، فمنهم من مات غرقًا أو بسبب البرد القارس ومنهم من تعرض لقنص من قبل حرس الحدود، لتبقى حياة اللاجئين أو المهاجرين اليمنيين مهددة بالموت سواء داخل اليمن أو خارجه. وتتوالى أخبارُ موت المهاجرين اليمنيين بين فترة وأخرى ما يثير القلق والحزن لدى اليمنيين، في ظل تتطلع الكثير منهم إلى اللجوء لمساعدة أنفسهم وأسرهم في التغلب على ظروف الحياة القاسية.[1]
    • رحلة الوصول الى أوروبا للاجئين أو المهاجرين اليمنيين

 

منذ اندلاع الحرب، سعى اليمنيون بحثًا عن الأمان والاستقرار. وتكبد بعضهم رحلات شاقة إلى جيبوتي والسودان والصومال وصومالي لاند وإثيوبيا وعدد منهم إلى الأردن ومصر وهي الدول التي اتخذها اليمنيين اما للجوء أو العبور. ظن العديد من اللاجئين وخصوصاً من فروا إلى مصر والأردن وجيبوتي في بداية الحرب أن الأمر لن يستغرق سوى أسابيع أو أشهر وتنتهي الحرب ويعودون إلى بلدهم اليمن ومنازلهم وممارسة حياتهم.

    • لكن ظروفهم المعيشية تدهورت مع استمرار الحرب والحصار في اليمن والذي أجبر أعدادًا كبيرة منهم على التسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على مساعدات وإدارة أوضاعهم. إلا أنه المفوضية السامية للاجئين تتعامل بتميز مع اللاجئين اليمنيين عكس بقية اللاجئين من الدول الأخرى الذين يتم إعادة توطينهم ومعالجة أوضاعهم بأسرع وقت وبكل اهتمام وهذا ما ذكرته العديد من المواقع الإخبارية عند اجراء المقابلات مع بعض من اللاجئين اليمنيين في الدول التي أتخذوها كمحطات للجوء أو العبور.
    • وهذا التميز دفع بالعديد من اللاجئين اليمنين من المخاطرة والعمل على الهجرة الغير شرعية.[2]

 حيث أنه لجوء أو هجرة اليمنيين الى دول أوروبا تنوع ما بين لجوء انساني وسياسي وهجرة غير شرعية والقليل منهم تجارة أو عمل أو دراسة.

واللاجئين او المهاجرين  من اليمن في دول أوروبا يواجهون العديد من المشاكل والتحديات، منها[3]:

    • صعوبة الحصول على تأشيرة دخول أو حماية إنسانية، خاصة في ظل السياسات المتشددة والمغلقة لبعض الدول الأوروبية تجاه الهجرة واللجوء. التمييز والعنصرية من بعض أفراد المجتمعات المضيفة، التي ترى في اللاجئين تهديداً لأمنها وهويتها وقيمها.
    • صعوبة الاندماج والتكيف مع الثقافة واللغة والقوانين والنظام الاجتماعي والتعليمي والصحي في دول أوروبا.
    • فقدان الأهل والأصدقاء والأرض والانتماء، والشعور بالحنين والحزن والوحدة والإحباط.
    • مواجهة ظروف قاسية وخطرة أثناء رحلة الهجرة، مثل المخاطرة بالغرق في البحر المتوسط أو التعرض للابتزاز أو الاتجار بالبشر أو الإساءة من قبل المهربين أو السلطات.
    • أعداد اللاجئين أو المهاجرين اليمنيين في دول أوروبا قبل وبعد الحرب

 

قبل انقلاب الحوثيين واشتعال الحرب في اليمن لم تكن فكرة اللجوء موجودة أو شائعة لدى اليمنيين سوى أعداد قليلة قد لا تذكر لمن هم في دراسة أو تجارة أومن لهم جنسيات. خصوصاً أن الوضع في اليمن قبل 2014كان مستقر والأوضاع الأمنية والاقتصادية جيدة. إضافة أن هناك عدد كبير من اليمنيين في محافظات يمنية مختلفة غير متعلمين أو أنهم لم يكملوا تعليمهم، ولهذا فكرة الهجرة أو اللجوء بالذات الى الدول الأوربية تعد صعبة وغير شائعة بكثرة. يصعب الحصول على احصائيات لعدد اللاجئين والمهاجرين اليمنيين في أوروبا قبل2014و2015.

  وجدت بعض الاحصائيات من بعد انقلاب الحوثيين في اليمن وبالذات

من 2015 والتي تشير ولو تقريبياً لعدد من طلبات اللجوء في أوروبا للاجئين اليمنيين. حيث بلغ معدل القبول 84%، وبقيت ((3906 طلبات معلقة.أما عدد طلبات لجوء اليمنيين لدى دول الاتحاد الأوروبي فبلغ أقل من 5340 طلبا في 2022، وهو العام الذي سجل ذروة طلبات اللجوء خلال السنوات التسعة الأخيرة ، ويعد هذا الرقم أعلى من 2017، والبالغ (2332) طلبا، وهو أدنى عدد لطلبات اللجوء منذ 2014.[4]

    • ووفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كان هناك (10000) لاجئ يمني في أوروبا في نهاية عام 2015، وارتفع العدد إلى (18000) في منتصف عام2022.
    • وألمانيا هي الدولة الأوربية التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين اليمنيين وهناك بعض المميزات والعيوب  للجوء اليمنيين في أوروبا.[5]وبلغ عدد اللاجئين اليمنيين في المانيا( (8000في منتصف عام 2022، تليها المملكة المتحدة ب ((3000 والسويد ((2000.[6] (89,7%) هو عدد اليمنيين في هولندا كما ذكر في موقع هولندا اليوم.[7] وأشار الموقع الهولندي ايضاً SchengenVisaInfo ،أن تقريباً نصف اليمنيين الذين عملوا على اللجوء أو الهجرة إلى  اختاروا هولندا كوجهة لهم وتقديم طلب اللجوء إليها.
    • وذكرت دائرة الهجرة والجنسية الهولندية في تقريرها أن إجمالي طلبات اللجوء المقدمة لأول مرة في عام 2022كان 7%منهم من اليمنيين. وفي عام 2021 3%.[8] و14شخص في النرويج.[9]
    • وما بين عامي 2009و2019 حوالي 50 يمنياً سنوياً في المتوسط بطلبات لجوء إلى سويسرا ويتم قبول بحدود النصف من هذه الطلبات.[10]
    • وفي اسبانيا 13 لاجئ في أحد مراكز اللجوء.[11]كما استقبلت فرنسا في نهاية عام 2021لعدد 1,800لاجئ.[12]
    • معاناة اللاجئين اليمنيين وتعامل الحكومات الأوربية
    • الظاهر والمُعلن من الدول الأوروبية أو غيرها من الدول أنها ملتزم باتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين[13]، والتي تضمن حق اللجوء للأشخاص الذين يفرون من الاضطهاد أو الصراع أو انتهاكات حقوق الإنسان. ويوجد اختلاف ما بين الواقع وما هو على الورق من معاهدات وبنود والتزامات.
    • واللاجئين أو المهاجرين اليمنيين يتعرضوا لنوع من التميز بالتعامل خلاف اللاجئين من دول أخرى. فاللاجئين أو المهاجرين اليمنيين يتم التباطؤ في الاستجابة لطلبات اللجوء المقدمة وإعادة توطينهم ودمجهم بالمجتمع، وتأخر أو قلة المخصصات المالية، إضافة الى صعوبة الحصول على فرص عمل.[14]
    • كما أن الدول الأوربية غير مهتمة بقضية اللاجئين والمهاجرين اليمنيين ولم تدرجهم ضمن قوائمها كبقية الدول ومنها سوريا والعراق ولبيا وأوكرانيا والسودان وغيرها من الدول. وانما توجهها هو بالشأن اليمني الداخلي وخصوصاً الأوضاع السياسية.[15]
    • أدوار لبعض الناشطين والجهات الغير حكومية اليمنية التي تنشط في قضايا اللاجئين والمهاجرين اليمنيين

 

    • ينشط بعض الأشخاص والجهات والكيانات الغير حكومية والحكومية في الدفاع عن بعض القضايا الخاصة باللاجئين والمهاجرين اليمنيين في دول أوروبا والعمل على مساعدتهم في الترجمة أثناء تنقلهم بين الدوائر الحكومية وتخليص معاملاتهم والتعليم والتوعية الحقوقية والسياسية
    • والتناول الإعلامي والصحفي لقضايا وشؤن اللاجئين والمهاجرين اليمنيين، وإصدار البيانات والتقارير وعمل الدراسات البحثية. منهم الأستاذة/ حورية مشهور والتي كانت وزيرة حقوق الانسان سابقاً ومنظمة سام الحقوقية والمركز الأمريكي للعدالة ومركز صنعاء  لدراسات والجاليات اليمنية المتواجدة في الدول الأوربية وأخرين.[16]

الاستنتاج

    • رغم تأكيدات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعدم التمييز في المعاملة ضد اليمنيين مقارنة بغيرهم من اللاجئين وطالبي اللجوء كما ينشر في مواقعها والمقابلات التي تتم مع ممثليها، الا أنه يوجد تمييز كما ذكر من بعض اللاجئين والنشطاء اليمنيين والذي أُرفق بعض الروابط التي تشير على  التمييز الحاصل تجاه اللاجئين اليمنيين سوى في البلدان المضيفة أو بلدان اللجوء من تعليق البت في إجراءاتهم وافتقار اللاجئين اليمنيين للحماية وفرص إعادة التوطين، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الصحية والنساء المعرضات للخطر. وهناك وجهه نظر أعتقدها والتي تعود لبعض الأسباب لما يعتبرونه تمييزًا في معاملة اللاجئين اليمنيين، وأن طلبات إعادة توطينهم عادة ما تُرفض من قِبل الدول الأوربية وهي بسبب أن المجتمع الدولي يصنف الحرب في اليمن على أنها صراع اهلي محلي.  كما يصنف  ايضاً المجتمع الدولي أنه يوجد مساحة كبيرة من الأراضي اليمنية مناطق آمنة فعليًا حيث يُمكن لليمنيين الانتقال إليها والاستقرار فيها، على عكس وضع الحرب الأهلية في سوريا وغيرها من الدول[17]. إضافة لربط اليمن بالإرهاب.

[1] https://manbaraden.com/posts/13056 نشر في 12فبراير2023، اطلع علية في 27يونيو2023

[2]   https://raseef22.net/article/107691 اطلع علية 1 يوليو 2023 ونشر 24 يناير2020

[3] https://www.bbc.com/arabic/indepth/refugee_crisis نشر في 18 اكتوبر 2015 ، واطلع علية في 27يونيو2023

[4] https://1-a1072.azureedge.net/news/2023/3/14/10- نشر في 14مارس2023، اطلع علية في 30يونيو2023

[5] https://visatls.com/ اخر تحديث لنشر 28يناير2021، اطلع علية في 30 يونيو 2023

[6]https://1-a1072.azureedge.net/news   نشر في 14 مارس 2023،اطلع علية في 27يونيو2023

[7] https://holland-today.com/2022/01/31 نشر في 31يناير2022، اطلع علية في 2يوليو2023

[8] https://www.newsyemen.net/new/91416  موقع نيوز يمن تقرير: نصف اليمنيين الفارين إلى أوروبا اختاروا هولندا للجوء نشر في 7مارس2023، اطلع علية في 2يوليو2023

[9] https://norwayvoice.no/ نشر في 12سبتمبر2020، اطلع علية 28يونيو2023

[10] https://www.swissinfo.ch/ara/society/ نشر في 20فبراير2020، اطلع علية 29يونيو2023

[11] https://www.dw.com/ar/%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6 18 أغسطس 2019، اطلع علية 2يوليو2023

[12] https://news.un.org/ar/story/2022/06/1104852  موقع الأمم المتحدة – تقرير الاتجاهات العالمية لمفوضية اللاجئين نشر في16يونيو 2022، اطلع علية في 5يوليو2023

[13] https://www.unhcr.org/sites/default/files/legacy-pdf/5355f64e6.pdf اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1967 وبروتكول عام 1967 موقع المفوضية

[14] https://www.dw.com/ar/ نشر  في 24فبراير2017، اطلع لية في 27يونيو2023

[15] https://www.eeas.europa.eu/yemen/alathad-alawrwby-walymn_ar?s=211#:~:text الاتحاد الأوربي واليمن.

[16] https://www.dw.com/ar نشر 3ابريل 2016، اطلع علية في 27يونيو2023

https://www.swissinfo.ch/ara/society/% نشر في 20 فبراير 2020 ، اطلع علية في 27يونيو2023

https://almahrahpost.com/news/31764  منظمة سام الحقوقية نشر في 20يونيو  2022، اطلع علية في 1يوليو2023

https://www.facebook.com/profile.php?id=100079389832262 المنظمة الدولية لمساعدة اللاجئين في فرنسا

https://www.facebook.com/photo/?fbid=917503558341542 الجالية اليمنية اوروبا

https://www.facebook.com/profile الجالية اليمنية هولندا

https://www.moiaye.com/community/1 الجالية اليمنية هولندا

https://cyee-ye.org/ar/ الجالية اليمنية اسبانيا

https://www.facebook.com/acjusa/ المركز الأمريكي للعدالة

https://acjus.org/ar

[17] https://www.bbc.com/arabic/middleeast-56523589  موقع العربي نيوز – التعقيدات الداخلية ومصادر التمويل الذاتية نشر في 25 مارس 2021 اطلع علية في 5يوليو2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Call Now Button